أحبتي ..
بثيابه الرثة يجوب صباحا الطرقات و الأزقة لا يمد يده لأحد و لا يتكلم طالبا إحسانا ً تاركا عشا من الصفيح قد بات ليله فيه .. يجوب هكذا تعلوه نضارة وجه تعدى السبعون و جسد كاد أن يتهالك ضعفا إلا أنه مبتسم تشعر و كأنه لايشكو الفقر الذى يحرمه من الطعام أياما و لا الهزال الذي تمكن من جسده.
و قد يرجع عشه شبعانا أو جوعانا عندما تتوسط الشمس السماء يعود ليصلي الظهر بالمسجد ويعود لعشه لينام القيلولة
يوقظه أذان العصر ليصليه بالمسجد و هكذا يقضي الصلوات الخمس بالمسجد لا يسأل أحدا و لا يشكو فقرا ولا جوعا
و ذات مرة عاد لعشه لم يجده إلا كومة صفيح عجنت ببعضها لا نفع منها داهمته إحدى السيارات الطائشة و فرت كأنه لم يحدث شيئا
علم بذلك لما سألً أهل الحي فأخبروه
لكن ظلوا ينظرون إليه و إلى عشه المحطم ينظرون و يمرون لا يحركون ساكنا
ذرفت عين الرجل دمعة ساخنة سالت على خده كادت أن تشقه شقا و جلس فوق حطام عشه ينظر إلى السماء نظرات طوال و قرر أن يرحل إلى مكان آخر هو لا يعلمه و انتظر صلاة المغرب التي قرب موعدها ليرحل بعد أدائها
و رحل الرجل تاركا حطام عشه بعدما ظل يرسل النظرات إليه مودعا .. أجهش الرجل بالبكاء و هو يبتعد عن عشه شيئا ًفشيئا لكن خطواته فيها قوة محاولا التغلب على ضعفه
_________________________
خاطرة بقلمي
مجدي شاهين
====
تعليقات
إرسال تعليق